لقد ظللت في متابعة لصيقة ما يجري في السودان بكل الأسي والحزن ولم أجد تعبيرا لوصف ما يجري في السودان منذ إندلاع الحرب العبثية منذ أبريل 2023 من قتال ضاري ودماء مستباحة والسودان يجري تدميرها بيد أبنائها المعتوهين , حقيقة لم أجد تعبيرا مناسبا إلا ( اللامبالاة بالأنسان السوداني ) للحديث عن مأساة السودان الذي ظل ينزف دما ويبكي دمعا حتي تساءل المراقبون والمواطنون الفقراء الذين تاهوا في براري السودان وفي النزوح واللجوء , والذين صبروا من تداعيات الحروب في أطراف المدن الكبيرة .
ولماذا يحدث كل هذا ؟ وأي ذنب جناه المواطن السوداني البسيط حتي يستهدف في أحيائه البائسة أصلا بالطائرات ودقها بالمدافع المدوية التي تصم الآذان وتزلزل الأرض تحت أقدامهم ؟ ولماذا يحدث كل هذا ومن المستفيد من زعزعة الأمن في السودان ؟؟ ولماذا لا تستهدف قوات الدعم السريع التي تحتل برجالة كافة مواقع الجيش الأستراتيجية في العاصمة والأقاليم ,بالأضافة للمقرات الفلول الجبناء الهاربين من أرض المعركة ! وبدلآ من مواجهة الدعامة صار قادة الجيش الفاسدين يفرون كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة , ويتوارون من ميادين القتال ومن أعين قوات الدعم السريع وصار يهددون الضعفاء قليلو الحيلة وهم يقولون لهم ( سوف ندق في معاقلكم ) وكانت النتيجة هذا التهديد ما وقعت بالأمس في أحياء نيالا من إستهداف الأبرياء العزل .إن هذه الجريمة المروعة تأتي ضمن سلسلة طويلة من الجرائم الوحشية التي تستهدف أهل الهامش , وتزكيها مليشيات البرهان وكتائب النظام البائد الأرهابية . إن إستمرار حالة اللآمبالاة والقتل حيال ما يحدث في السودان أمر يثير العجب والأشمئزاز والأدانة من قوي الحي المحبة للسلام .
وقد بات جميع أبناء السودان والمراقبين يدركون أن هذه الحرب ليست حرب الجيش كمؤسسة وطنية ولا تمت لها بصلة ولكن للأسف إن الحركة الأسلامية التي سميت هذه الحرب الدائرة الأن زورا بحرب الكرامة , ولكن الحقيقة فهي مؤامرة ومحاولة أنقلابية فاشلة التي أراد له فلول النظام البائد مع قادة الجيش الفاسدين , تنفيذ إنقلابهم في الخامس عشر من أبريل بذات المنهج والوسيلة التي سلكوها في أنقلاب الأنقاذ البائدة عام 1989 , ولكن إرادة الله كانت أقوي من إرادة الفلول الفاسدين ولذلك أخفقوا هذه مرة نتيجة لأخطاء غير محسوبة ويقظة قوات الدعم السريع الذين كانوا يراقبون الوضع بكثب ولذلك لقد أبتلي السودان بحالات من الأنقسام والأنشطار بسبب الأعلام المضلل الكاذب الذي يطلقها هؤلاء الفلول وتعاونهم بقادة الجيش الفاسدين الذين ينتقمون الآن من إرادة الشعب السوداني الذي نبذتهم وقادت الثورية الشعبية العارمة بشعاراتها المدوية ( حرية ,سلام ,عدالة ) وثورة خيار الشعب , ضد هؤلاء الفاسدين المعتوهين الذين عرقلوا مسيرة هذا الشعب منذا الأستقلال وما زالوا يسعون حثيثا في وضع مطبات وعقبات في سبيل الحرية وحكم المدني والديمقراطية بهدف تحقيق أحلامهم المريضة بالعودة للسلطة مجددا. فالسودان بلد يعشق الحكم المدني برغم الداء والأعداء ويدرك معني الديمقراطية ويدين بالولاء المطلق للحريات العامة ولذلك من الصعب وقوف ضد تيار إرادة الشعب مهما تأمرت الأعداء والفلول. ولقد أثبتت تجربة حكم الأخوان الشياطين في السودان أن الدين لم يكن إلا مطية ركبتها الجماعة من أجل الوصول للسلطة , وتحقيق الأهداف الدنيوية التي لا تمت للقيم الدينية الأساسية بصلة ,بحيث إستشري الفساد بين منسوبيها وفي أجهزة الدولة وتدهورت بصورة غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث , بينما ساد نمط من التدين الشكلي الذي يحتفي بالمظاهر الخارجية مثل أطلاق اللحية وأظهار زبيبة الصلاة لخداع البسطاء بأنهم يخافون الله وهم في الأصل معظمهم لا يصلون حتي الصلوت المفروضة وكما أنهم لا يبالون للقيم الأساسية مثل الحرية والعدل والصدق والأمانة ووفاء بالعهد وهو الأمر الذي تجلت من خلال حكمهم للبلاد خلال الثلاثين سنة الماضية .
ولذلك نرجو من كافة عقلاء وحكماء السودان أن يدركوا بلادهم قبل أن تتحول إلي فوضي الخلاقة. كما ينبغي أن يدرك الجميع ليس في السودان الآن جيش منظم بل هنالك فقط شوية مليشيات مستنفرة وبعض كبارالضباط الفاسدين ذات الكروش الكبيرة , الذين فرو من من ميادين القتال ولقد تجاوزهم الزمن وأنتهت صلاحيتهم بعامل الزمن ,وهم أبدا لا يستطيعون مقاومة ثورة الشعب التي أنتظمت خلف قوات الدعم السريع من كافة ولايات السودان من أجل الأفلات من قبضة حكم الجلابة ومن جورالفلول وأعوانهم المتآمرين من قادة الجيش الفاسدين . ولذلك لا تنطلي عليكم شعاراتهم الجوفاء التي تكتب في واجهات الفلول ( فليعد للدين مجده أو ترق منا دماء أو ترق منهم دماء أو ترق كل الدماء ) فهي تعكس فكرة جوهرية في أيديولوجيا جماعة الأخوان المسلمين , وهي إستخدم العنف لحسم الصراعات السياسية مع مختلف القوي السياسية ولكن في الأصل فهم ضد حرية الشعوب والأنعتاق النهائي من قوي الظلام .
أدم كردي شمس